منتدي الشباب الواعي
اهلا بالزائر الكريم في احلي منتدي منتدي الشباب الواعي
من قول الله تعالي " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ "
رجاء من احبائنا الزوار التسجيل والعون علي الطاعة وتقديم الخير بما ينفع شبابنا واخواننا في هذا الزمن العصيب
وجزاكم الله خيرا
ادارة المنتدي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي الشباب الواعي
اهلا بالزائر الكريم في احلي منتدي منتدي الشباب الواعي
من قول الله تعالي " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ "
رجاء من احبائنا الزوار التسجيل والعون علي الطاعة وتقديم الخير بما ينفع شبابنا واخواننا في هذا الزمن العصيب
وجزاكم الله خيرا
ادارة المنتدي
منتدي الشباب الواعي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التكوين الثقافي للداعية

اذهب الى الأسفل

التكوين الثقافي للداعية  Empty التكوين الثقافي للداعية

مُساهمة من طرف أسد الاسلام الإثنين أغسطس 16, 2010 5:32 am

التكوين الثقافي للداعية .. بقلم وصفى عاشور


هو تكوين بدهي ومنطقي؛ إذ كيف يكون داعية من لم يتكوَّن دعويًّا؟

ونعني بالتكوين الدعوي ما يُمكِّن الداعية من تبليغ دعوته إلى الناس بعلمٍ وفهمٍ، وحكمة وبصيرة،

وللتكوين الدعوي هنا محوران:

المحور الأول: الإلمام بتاريخ الدعوة وسيرة أعلامها مجملاً وما أُلِّفَ فيها.

المحور الثاني: ما يسمى بـ: "فقه الدعوة"، وهو علم يجب على الداعية أن يتبحر فيه كي يستطيع أن يمارس دعوته على بصيرة.

المطلب الأول: تاريخ الدعوة وأعلامها ومؤلفاتها:

والمقصود
بتاريخ الدعوة هنا أن يلم الداعية إلمامًا جيدًا بتاريخ الدعوة الإسلامية
عبر مراحلها المختلفة، ابتداءً بعصر النبي- صلى الله عليه وسلم- ومرورًا
بالعصر الأموي ثم العباسي، ثم العثماني، ثم تاريخ الدعوة في كلِّ دولة من
الدول الإسلامية التي قامت فيها دعوة إسلامية في بلاد مختلفة، مثل: مصر،
وبلاد الأندلس، والمغرب العربي، وغيرها.


الفرع الأول: تاريخ الدعوات قبل النبي وبعده:

ومن
المفيد قطعًا أن يطالع تاريخ الدعوات الأخرى قبل النبي- صلى الله عليه
وسلم- فيقرأ سير الأنبياء وتاريخ دعوتهم مع أقوامهم، ومراحلها، وكيف كانت
نهاياتها، وليس أمامنا مصدر موثوق به في هذا الصدد إلا ما ورد في القرآن
الكريم.


ثم
يطالع بعد ذلك تاريخ الدعوات المعاصرة، مثل دعوة محمد بن عبد الوهاب،
ودعوة النورسي، ودعوة السنوسي، ودعوة محمد عبده، ودعوة أبي الأعلى
المودودي، ودعوة حسن البنا، وغيرها من الدعوات؛ ليستخلص أروع ما فيها من
فوائد وإيجابيات، ويتجنب أبرز ما فيها من أضرار وسلبيات، وهذا يعطيه
بُعدًا ثقافيًّا وأفقًا فكريًّا جديدًا يتميز بالواقعية والإمكانية
القريبة للقياس عليه، والأخذ منه والانتفاع به.


والمطلوب
من الداعية في هذا التاريخ أن يتعرَّف على أحداثه بشكل توثيقي يضمن معه
صحة الأحداث، ويقرأ وقائعه ومعاركه، وكيف تكونت كل دولة، والبحث عن أسباب
ازدهارها وقوتها، والتعرف على عوامل سقوطها وانهيارها.


كما
ينبغي عليه أن يتعرَّف على أعلام الدعوة في كلِّ مرحلة من مراحلها، وفي
كلِّ خلافة قامت في تاريخها؛ بحيث يقرأ سيرهم وتاريخهم؛ ليقف على طبيعة
دعوتهم وتكوين أعلامهم، وكيف كان دورهم في نشر دعوتهم، وجهادهم وتضحيتهم،
وصبرهم على ما لاقوه من محن وابتلاءات.


كل
هذا عن طريق الكتب التي اهتمت برواية هذا التاريخ بعيدًا عن الاتجاهات
المختلفة التي فسَّرت التاريخ حسب أهوائها ومذاهبها، ومللها ونحلها، بل
يقرأ التاريخ أحداثًا فقط عبر مصادره الموثقة، في مثل: البداية والنهاية
لابن كثير، والكامل لابن الأثير، وسيرة ابن هشام، وغيرها، حتى يسلم له
الحدث التاريخي خالصًا صافيًّا قبل أن تشوبه التفسيرات الحزبية والمذهبية
التي غالبًا ما يشوبها التعصب للمذهب أو الطائفة.


الفرع الثاني: تاريخ الرجال:

وإذا
كانت هذه هي مصادر التاريخ وأحداثه، فإن لتاريخ الرجال كتبًا أخرى ينبغي
مطالعتها في سير الرجال والدعاة وتراجمهم، مثل: كتاب "سير أعلام النبلاء"
للذهبي، و"النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين" لمحمد رجب البيومي،
و"رجال من التاريخ" لعلي الطنطاوي، و"عظماؤنا في التاريخ" لمصطفى السباعي،
وكتب الأعلام التي كتبها محمد أبو زهرة: "أبو حنيفة"، و"مالك"،
و"الشافعي"، و"ابن حنبل"، و"ابن حزم"، وغيرهم، و"علماء في وجه الطغيان"
لمحمد رجب البيومي، و"نُزْهَة الخواطر" لعبد الحي الحسني والد الشيخ أبي
الحسن الندوي، و"من أعلام الحركة والدعوة الإسلامية المعاصرة" لعبد الله
العقيل، و"علماء ومفكرون عرفتهم" لمحمد المجذوب، و"رجال الفكر والدعوة في
الإسلام" للشيخ أبي الحسن الندوي، بالإضافة إلى سلسلة "أعلام المسلمين"
وسلسلة "علماء ومفكرون معاصرون" اللتين تصدرهما دار القلم بدمشق.


ومن
المهم الاطلاع على ما كتبه بعض الدعاة من سير ذاتية ومذكرات شخصية لهم،
مثل المشايخ: حسن البنا، وعبد الحليم محمود، ويوسف القرضاوي، وعلي
الطنطاوي، وأبو الحسن الندوي، ومالك بن نبي، وأبي الأعلى المودودي، ومصطفى
السباعي، وعبد الحميد كشك، وحسنين مخلوف، وخالد محمد خالد، وحسن العشماوي،
وعبد العزيز كامل، وتوفيق الشاوي، وأحمد حسن الباقوري، وغيرهم كثير.


الفرع الثالث: مؤلفات في علم الدعوة:

ومما
يندرج تحت هذا المحور قراءة المؤلفات التي أُلفت في الدعوة كعلم وهي من
الأهمية بمكان؛ حيث يدرس الداعية الدعوة دراسة علمية، ومن أهم هذه الكتب:
كتاب "أصول الدعوة" لعبد الكريم زيدان، وبنفس العنوان لعبد الرحمن عبد
الخالق، و"المدخل إلى علم الدعوة" لمحمد أبو الفتح البيانوني، و"مع الله
دراسات في الدعوة والدعاة" لمحمد الغزالي، و"الدعوة قواعد وأصول" لجمعة
أمين عبد العزيز، و"أسس الدعوة" لمحمد الوكيل، و"الدعوة الإسلامية أصولها
ووسائلها" لأحمد أحمد غلوش، و"الدعوة إلى الإسلام وأركانها" لأحمد عز
الدين البيانوني، و"الدعوة الإسلاميَّة دعوةٌ عالميَّة" لمحمد الراوي،
و"فصولٌ في الدعوة الإسلامية" لحسن عيسى عبد الظاهر، و"الدعوة إلى الله"
لتوفيق الواعي، وغيرها كثير.


المطلب الثاني: فقه الدعوة

أما المحور الثاني في التكوين الدعوي للداعية فهو ما أسميناه "فقه الدعوة"، والفقه هنا- الذي يعني الفهم لغة- يجمع بين أمرين:

الأول:
العلم بماهية الدعوة إلى الله تعالى، وبموضوعها، وبطرق كسب ذلك العلم،
والثاني: العلم بقواعد وأحكام تنزيل ذلك على واقع الناس في كلِّ تفاصيله
وحاجاته.


فنحن هنا إذن في حاجة إلى أمرين عظيمين:

- العلم بحقيقة الدعوة،

- والعلم بطريقة تنزيل تلك الحقيقة؛ لتصبح واقعًا معيشًا ومهيمنًا على الحياة ومنظمًا لها وصانعًا لمضامينها.

وإذا
كان الإلمام بتاريخ الأنبياء والرسل، وتاريخ الدعوات من بعدهم هو الإحاطة
النظرية والعلمية بالدعوة إلى الله، فإن المقصود بفقه الدعوة أن يتعمق
الداعية في أحداث التاريخ، ويتأمل تاريخ الدعوات؛ ليستخلص منه العبر
البليغة والدروس النافعة التي تساعده في فَهم الواقع، ويجد فيها تعزية
وأسوة وسلوى، ويتلمس فيها الضياء الذي ينير له الطريق.


ومَثَلُ
علم الدعوة وعلم فقه الدعوة كمثل التاريخ وفقه التاريخ وفلسفته، فإذا كان
علم التاريخ يهتم بالأحداث وتصحيحها وتوثيقها، فإن فلسفة التاريخ وفقه
التاريخ يتجاوز ذلك إلى تفسير الأحداث، والتماس العبرة النافعة والدروس
المستفادة التي يعبر بها الدعاة والعلماء من القديم إلى الحديث إلى الواقع
إلى استشراف المستقبل، فكذلك علم فقه الدعوة يتجاوز الدعوة كتاريخ وعلم
إلى كيفية الدعوة إلى الله تعالى بمراعاة الزمان والبيئات، واعتبار
الأعراف واختلاف الناس بما لا يتعارض مع محكمات الشرع، وبهذا تكون الدعوة
على بصيرة كما قرَّر القرآن الكريم: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ (يوسف: من الآية 108).


ومن
خلال التأمل في تاريخ الدعوات، سواء دعوات الأنبياء قبل دعوة الإسلام أو
الفترة المكية والمدنية أو دعوات الإصلاح الحديث يستطيع الداعية أن يقف
على أسباب النصر وأسباب الهزيمة، وأسباب التقدم وأسباب التخلف وأسباب نهوض
الأمم وعوامل سقوطها، فيُدرك أهمية الارتقاء بالمستوى الروحي، وأهمية عمق
الإيمان واليقين، وضرورة العلم في النهوض بالأفراد والجماعات، وأن الصراع
بين الحق والباطل سُنَّة أبدية من سُنن الله الجارية التي لا تبديل لها
ولا تحويل، وأن من أسباب النصر تربية الناس على الاعتزاز بالإسلام، وبثُّ
الأمل في نفوس المسلمين، وهذا كله يُستقى من القرآن والسنة والسيرة.


الفرع الأول: أهمية القرآن مصدرًا للداعية:

وأهم
مصدر على الإطلاق في هذا السياق وأول المصادر التي يجب أن يرجع إليها
الداعية ويهتم بها اهتمامًا بالغًا هو القرآن الكريم؛ ذلك أنه حوى بين
دفتيه ما يُبصِّر الداعية بطبيعة الطريق، ويضع يديه على بدايات المشوار
وأحداثه ونهاياته، طبيعة العقيدة، وطريقة التبليغ، وطبيعة استقبال القوم
لها، وحقيقة مشاعر الرسول، وتحقق النذير، وذلك مع كل دعوة من الدعوات،
فالقرآن العظيم مليء بقصص السابقين من الأنبياء والدعاة.


وهناك
قواعد كلية كثيرة تتخلل القصص القرآني أو تسبقه أو تتلوه مثل: وحدة
الإيمان، ووحدة العقيدة، ومتى انتهت إلى إسلام النفس لله والإيمان به
إيمانًا ينبثق منه العمل الصالح، وإن فضل الله ليس حجرًا محجورًا على عصبة
خاصة، إنما هو للمؤمنين أجمعين.


كما
نُدرك أهمية القصص القرآني في تركيز قواعد التصور الإسلامي وحقائقه،
ومنها: حقيقة الوحي الذي يتلو عليهم أخبار أمم بائدة لم يشهدها الرسول
المنزَّل عليه هذا الوحي، وحقيقة وحدة العقيدة والتعبير عنها يكاد يكون هو
التعبير، وحقيقة تكرار الاعتراضات والاتهامات من المكذبين على الرغم من
الآيات والعبر والبينات التي لا تمنع جيلاً أن يرددها وقد بدت باطلة في
جيل، وحقيقة تحقق البشرى والوعيد، كما يبشر النبي وينذر، وهذا شاهد من
التاريخ، وحقيقة السنن الجارية التي لا تتخلف ولا تحابي ولا تحيد: ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)﴾ (القصص)، وحقيقة الرابطة التي تربط بين فرد وفرد، وبين جيل وجيل، وهي العقيدة الواحدة التي تربط المؤمنين كلهم في إله واحد(1).


كما
يتعلم الداعية من خلال هذا القصص الصبر الجميل والنفس الطويل في مواجهة
نفوس طال عليها الأمد وهي بعيدة كثيرًا أو قليلاً عن منهج الله تعالى، وهو
ما يحتاج إلى صبر على الالتواءات والانحرافات وثقل الطبائع وتفاهة
الاهتمامات؛ كما توجب عليه أن يصبر على الانتكاس الذي يفاجئه في هذه
النفوس بعد كلِّ مرحلة، ومن ثم فليس القصص القرآني مجرد حكايات تُروى،
ولكنه لمسات وإيحاءات مقدرة تقديرًا.


كلُّ
هذا وغيره يستخلصه الداعية من القرآن الكريم عبر قصصه ومواقفه، وأفكاره
وتصوراته، وقيمه وموازينه فيما يقدمه بين يدي ما يقصه علينا من أنباء
السابقين، وحسبنا في هذا المقام ما للأستاذ سيد قطب من كلمة طيبة تعبِّر
أجمل تعبير، وتدل أتم دلالة وأصدقها فيما يتصل بهذا الأمر في خواطره في
نهاية سورة هود، وقد قصَّ القرآن على النبي من نبأ الأولين، فيقول يرحمه
الله: لقد كان هذا القصص يتنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة،
والقلة المؤمنة معه محصورة بين شعابها، والدعوة الإسلامية مجمدة فيها،
والطريق شاق طويل لا يكاد المسلمون يرون له نهاية!


فكان
هذا القصص يكشف لهم عن نهاية الطريق؛ ويريهم معالمه في مراحله جميعًا؛
ويأخذ بأيديهم وينقل خطاهم في هذا الطريق؛ وقد بات لاحقًا موصولاً بموكب
الدعوة الكريم على مدار التاريخ البشري؛ وبات بهذا الركب الكريم مأنوسًا
مألوفًا لا موحشًا ولا مخوفًا!


إنهم زُمرة من موكب موصول في طريق معروف؛ وليسوا مجموعة شاردة في تيه مقطوع!

وإنهم
ليمضون من نقطة البدء إلى نقطة الختام وفق سنة جارية؛ ولا يمضون هكذا
جزافًا يتبعون الصدفة العابرة! هكذا كان القرآن يتحرَّك في الصف المسلم؛
ويُحرِّك هذا الوصف حركة مرسومة مأمونة، وهكذا يمكن اليوم وغدًا أن يتحرك
القرآن في طلائع البعث الإسلامي، ويحركها كذلك في طريق الدعوة المرسوم.


إن
هذه الطلائع في حاجة إلى هذا القرآن تستلهمه وتستوحيه، تستلهمه في منهج
الحركة وخطواتها ومراحلها؛ وتستوحيه في ما يصادف هذه الخطوات والمراحل من
استجابات؛ وما ينتظرها من عاقبة في نهاية الطريق، والقرآن بهذه الصورة لا
يعود مجرد كلام يتلى للبركة، ولكنه ينتفض حيًّا يتنزل اللحظة على الجماعة
المسلمة المتحركة، لتتحرك به، وتتابع توجيهاته، وتتوقع موعود الله فيه.
أ.هـ.


الفرع الثاني: أهمية السنة مصدرا للداعية (2)

ومن
المصادر المهمة هنا في تكوين الداعية وبخاصة في مجال فقه الدعوة، السنة
النبوية الشريفة؛ حيث ينبغي للداعية أن يتأمل أقوال النبي- صلى الله عليه
وسلم- ليتعلم منها الحكمة وفصل الخطاب، وكيف كان كلامه قليلاً ومع ذلك
يعبِّر عن معانٍ كبيرة وجامعة، كما أنه سيجد أساليب النبي في الدعوة من
خلال أقواله؛ حيث كان يستخدم أساليب كثيرة، منها:


1- ضرب المثل:

فعن
جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ بالسوق، داخلاً من
بعض العالية، والناس كنفته، فمر بجدي أسك ميت، فتناوله فأخذ بأذنه ثم قال
"أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟" فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء. وما نصنع به؟
قال "أتحبون أنه لكم؟" قالوا: والله لو كان حيًّا، كان عيبًا فيه؛ لأنه
أسك. فكيف وهو ميت؟ فقال "فوالله للدنيا أهون على الله، من هذا عليكم"(3).


2- البيان بالرسم:

فعن
عبد الله بن مسعود قال: خطَّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطًّا ثم
قال: "هذا سبيل الله" ثم خط خطوطًا عن يمينه وعن شماله ثم قال: "هذه سبل"
قال يزيد: "متفرقة على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم قرأ: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ (الأنعام: من الآية 153)" (4).


وعن
عبد الله رضي الله عنه قال: خطَّ النبي صلى الله عليه وسلم خطًا مربعًا،
وخط خطًّا في الوسط خارجًا منه، وخط خططًا صغارًا إلى هذا الذي في الوسط
من جانبه الذي في الوسط، وقال: "هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به- أو: قد
أحاط به- وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه
هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا"(5). وما أكثر الوسائل التقنية التي
يمكن للداعية أن يبين ويوضح من خلالها في هذا العصر.


3- حسن الاستهلال في الحديث:

عن
طريق السؤال مثلاً، كما في حديث: "أتدرون من المفلس؟" أو حديث: "ما تعدون
الصرعة فيكم؟"(6)، وهذا أسلوب يجذب السامع، ويعلق بصره وسمعه وقلبه
بالداعية.


4- الرفق واللين:

وفي
موقف مَن جاءه ليرخِّص له في الزنا خير مثال على ذلك، وكانت عاقبته مع
النبي بفضل رفقه معه، فعن أبي أمامة قال: إن فتى شابًّا أتى النبي صلى
الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه
فزجروه قالوا: مه مه .. فقال: "ادنه" فدنا منه قريبا .. قال: فجلس .. قال:
"أتحبه لأمك؟" .. قال: لا والله جعلني الله فداءك .. قال: "ولا الناس
يحبونه لأمهاتهم" .. قال: "أفتحبه لابنتك؟" .. قال: لا والله يا رسول الله
جعلني الله فداءك .. قال: "ولا الناس يحبونه لبناتهم" .. قال: "أفتحبه
لأختك؟" .. قال: لا والله جعلني الله فداءك .. قال: "ولا الناس يحبونه
لأخواتهم" .. قال: "أفتحبه لعمتك؟" .. قال: لا والله جعلني الله فداءك ..
قال: "ولا الناس يحبونه لعماتهم" .. قال: "أفتحبه لخالتك؟" .. قال: لا
والله جعلني الله فداءك .. قال: "ولا الناس يحبونه لخالاتهم" .. قال: فوضع
يده عليه وقال: "اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه"، فلم يكن بعد ذلك
الفتى يلتفت إلى شيء"(7).


وهناك
أمور كثيرة وجوانب عديدة يستطيع الداعية أن يحصلها من أقوال النبي في
المقامات المختلفة يصعب حصرها، ومن المهم هنا أن يفرِّق الداعية بين حال
وحال، وبين شخص وشخص، وبين مكان وآخر، وبين زمان وغيره، وهذا باب واسع
يستحق دراسة منفصلة تستقصي أساليب النبي- صلى الله عليه وسلم- في هذا
الجانب؛ ليكون الداعية متمكنًا من فقه الدعوة.


الفرع الثالث: أهمية السيرة مصدرًا للداعية:

وإذا
كان القرآن الكريم والسنة النبوية من أهم المصادر التي يجب على الداعية أن
يعتمدها في فقه الدعوة وطبيعة الطريق، فإن السيرة النبوية العطرة هي التي
ترجمت هذا القرآن وجعلت منه كائنًا حيًّا يمشي على الأرض، وينتفض بين
الناس، ومن هنا تأتي أهمية السيرة في التكوين الدعوي أو تكوين الفقه
الدعوي لدى الداعية.


ولن
يجد الداعية فروقًا بين سيرة النبي وسير الأنبياء السابقين إلا كما الفرق
بين النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- وبين الأنبياء السابقين في عالمية
الرسالة وشمولها؛ ما تطلب مقومات نبوية وتشريعات ربانية تناسب هذه
المعطيات.


غير
أن دعوة النبي- صلى الله عليه وسلم- تلتقي في خطوطها العامة مع كلِّ دعوات
المرسلين في قواعد التصور وحقائق الوجود، وطبيعة الطريق ابتداءً وانتهاءً.


ويليق
للداعية هنا أن يتجاوز- وهو يتكون في فقه السيرة- أحداث السيرة إلى قراءة
ما خلف الأحداث، وما تعطيه من عبرة وعظة، ويعينه على ذلك أن يطالع ما كتبه
العلماء الربانيون حول فقه السيرة، مثل الشيخ محمد الغزالي، والدكتور محمد
سعيد رمضان البوطي، والشيخ منير الغضبان- وكتبه معروفة في هذا الشأن-
والدكتور مصطفى السباعي، ولا يفوته أن يتأمل ما كتبه الأستاذ سيد قطب من
خواطر حول أحداث السيرة النبوية في القرآن الكريم، فإن فيها من الخير
الكثير.


الفرع الرابع: مؤلفات في فقه الدعوة:

وبالإضافة
إلى القرآن الكريم والسيرة النبوية المطهرة فإن هناك مؤلفات اهتمت بفقه
الدعوة وليس مجرد الدعوة؛ ولكي ينطلق الداعية ويتكون تكونًا مُرضيًا يجب
عليه أن يدرس هذه المؤلفات التي اعتنت عناية بالغة بهذا الشأن، ومن أهم
هذه الكتب:


كتاب
"زاد المعاد" لابن القيم، ومؤلفات الداعية محمد أحمد الراشد، وكثير من كتب
الشيخين محمد الغزالي ويوسف القرضاوي، و"فقه الدعوة ملامح وآفاق" من سلسلة
كتاب الأمة، و"فقه الدعوة إلى الله" للإمام عبد الحليم محمود، و"فقه
الدعوة" للأستاذ مصطفى مشهور في مجلدين، و"فقه الدعوة إلى الله" و"فقه
النصح والإرشاد" لعبد الرحمن حبنكة، وللدكتور موسى إبراهيم الإبراهيم:
"تأمّلات تربويّة في فقه الدعوة الإسلاميّة"، و"الفقه الحركي في العمل
الإسلامي المعاصر"، و"مفاهيم تربويّة في فقه الدعوة الإسلاميّة"، وغير ذلك
.


قراءات واعية.. تَلزم الداعية

إن
الداعية الحي المخلص لدعوته، والمتجرد لفكرته، والمهموم بقضايا أمته،
والمبتغي الخير والرقي لوطنه، بشير الهداية والرشاد لأبناء مجتمعه لا بد
له من نظرات ثاقبة وقراءات واعية متأنية؛ قراءات يتزود منها على مستوى
نفسه لرقيها وصلاحها، وقراءات يستلهم منها ما يعينه على أداء مهمته تجاه
مجتمعه؛ لينهض به، ويحدد داءه، ويصف العلاج الناجع له، ومن هذه القراءات:


أولاً: القراءة الواعية لكتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم:

إن
القراءة الواعية المتأنية لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
زادٌ وأيُّ زادٍ! فمنهما يستقي الداعية ما يصلح النفس، ويزكي القلب، وينير
العقل، ويهذب الوجدان، ومنهما يستمد الداعية ما يصلح المجتمع، ويداوي علله
وينهض به، والداعية إذا أمعن النظر في تعاليم القرآن الكريم والسنة
المطهرة، وجد أصح القواعد، وأنسب النظم، وأدق القوانين لحياة الفرد؛ رجلاً
كان أو امرأة, عربيًّا كان أو أعجميًّا، وحياة الأسرة في تكوينها, وحياة
الأمم في نشوئها وقوتها ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)﴾ (النحل)،
فالقرآن كتاب جامع، جمع الله فيه أصول العقائد، وأسس المصالح الاجتماعية,
وكليات الشرائع الدنيوية، ولقد عني القرآن أدق العناية باحترام الرابطة
الإنسانية العامة بين بني الإنسان في مثل قوله تعالى: ﴿لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ﴾ وأوصى بالبر والإحسان بين المواطنين، وإن اختلفت عقائدهم وأديانهم:
﴿لا يَنْهَاكُمْ اللهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ
وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا
إِلَيْهِمْ﴾،
كما أوصت السنة المباركة بإنصاف الذميين، وحسن معاملتهم: "لهم ما لنا وعليهم ما علينا".


يعلم
الداعية كل هذا، فلا يدعو إلى فرقة عنصرية، ولا إلى عصبية طائفية (من
رسائل الإمام البنا- بتصرف)، فهل بعد ذلك نخشى على وحدتنا الوطنية في ظل
تطبيق شرع الله.


ثانيًا: القراءة الواعية للتاريخ وأحداثه:

والتاريخ
كما يرى مؤلف كتاب (حول أساسيات المشروع الإسلامي لنهضة الأمة) مخزن
التجارب الإنسانية الناجحة والفاشلة، وعلى كل من يتحرك لإحداث تغيير
اجتماعي في مجتمعه وأمته لا بد أن يُلم بالتاريخ الإنساني؛ كي يتجنب عثرات
مميتة، والتاريخ مدرسة التعليم الأساسي في العلوم الإنسانية، منها يستقي
المفكرون نظراتهم وتصوراتهم عن مسيرة البشرية وإدراك العبرة من حركاتها،


ولهذا
اهتم الإمام البنا بدراسة التاريخ دراسة عميقة، فاستمع إلى نظرته
التاريخية الثاقبة في رسالة (إلى أي شيء ندعو الناس)؛ حيث يقول:


وإن
نهضات الأمم جميعًا إنما بدأت على حال من الضعف، يُخيَّل للناظر إليها أن
وصولها إلى ما تبتغي ضرب من المحال، ومع هذا الخيال، فقد حدَّثنا التاريخ
أن الصبر والثبات والحكمة والأناة وصلت بهذه النهضات الضعيفة النشأة،
القليلة الوسائل إلى ذروة ما يرجوه القائمون بها، من توفيق ونجاح.


ومن
ذا الذي كان يصدِّق أن الجزيرة العربية وهي تلك الصحراء الجافة المجدبة
تنبت النور والعرفان، وتسيطر بنفوذ أبنائها الروحي والسياسي على أعظم دول
العالم؟


ومن
ذا الذي كان يظن أن أبا بكر صاحب القلب الرقيق الليِّن، وقد انتقض الناس
عليه، وحار أنصاره في أمرهم، يستطيع أن يخرج في يوم واحد أحد عشر جيشًا
تقمع الحصاة وتقوِّم المعوج، وتؤدب الطاغي، وتنتقم من المرتدين، وتستخلص
حق الله في الزكاة من المانعين؟.


ومن
ذا الذي كان يصدق أن هذه الشيعة الضئيلة المستترة من بني علي والعباس
تستطيع أن تقلب ذلك الملك القوي الواسع الأكناف ما بين عشية وضحاها, وهي
ما كانت في يوم من الأيام إلا عرضة للقتل والتشريد والنفي والتهديد؟.


ومن
ذا الذي كان يظن أن صلاح الدين الأيوبي يقف الأعوام الطوال، فيردّ ملوك
أوروبا على أعقابهم مدحورين، مع توافر عددهم وتظاهر جيوشهم؛ حتى اجتمع
عليه خمسة وعشرون ملكًا من ملوكهم الأكابر؟


انظر إليه كيف استلهم الإمام البنا الأمل وإمكانية نهوض الأمة بعد كبوتها، وتقدمها بعد تأخرها من فهمه وإدراكه للتاريخ وأحداثه ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾(البقرة: من الآية 269).

ثالثًا: القراءة الواعية للواقع المحلي:

إن
قراءة الداعية لواقع وطنه الأليم، وإلمامه بأحواله البئيسة، وما استشرى
فيه من الفساد في كل الميادين، وعلى كل الأصعدة، هذا الواقع الذي ألمّ
بمجتمعنا أسلمه من سيئ إلى أسوأ ومن محسوبية ورشوة.. إلى ضنك وشدة غلاء..
ومن فساد إداري.. إلى إقصاء المخلصين الأوفياء.. ومن ضعف الأخلاق.. إلى
انخداع بقيم غربية تنافي قيم الإسلام، مع هيمنة الفاسدين الرويبضة على
مقاليد الأمور بعد إقصاء المصلحين الشرفاء.


إن
فهم هذا الواقع وإدراكه يجعل الداعية الأريب يحلِّل العلل ويعرف الداء؛
ليفكر في العلاج والعمل على إصلاح الفساد، ولعل أخطر أدواء الأمة وأشدها
فتكًا بها تقاعس المخلصين الغيورين من شرفاء هذا الوطن عن التفكير في علل
المجتمع، وعدم تقدمهم للعلاج أو إقصائهم عن ذلك.


رابعًا: القراءة الواعية للواقع العربي والإسلامي:

إن
فهم وإدراك أبعاد الواقع العربي والإسلامي وما يتضمنه من سيادة حالة الضعف
والهوان، واستشراء حالة التفرق والتشرذم والانقسام التي أطمعت أعداءه فيه،
فنهبوا ثرواته، واحتلوا أرضه، وأهانوا شعبه بعد انبهارهم بالغرب وحضارته
الغث منها والثمين على حساب الحضارة الإسلامية، بعد تخليهم عنها وعن
مبادئها؛ ما أسلمهم ذلك إلى أن صاروا في ذيل الأمم ومتصدري قائمة
المتخلفين فيها، إن فهم هذا الواقع أوضح وبشكل يقيني قاطع أنه لا علاج إلا
في العودة لشرع ربنا والاعتصام بحبله
﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا
نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ
قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى
شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ
اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)﴾
(آل عمران).


خامسًا: القراءة الواعية للواقع الدولي:

إن
قراءة الواقع الدولي تبرز وبما لا يدع مجالاً للشك ما انحدر إليه التفكير
لدى قادة وزعماء العالم بأسره والمجتمع الدولي من نصره للدول المحتلة
والظالمة على حساب الدول الضعيفة المسلوبة حريتها، والمغتصبة أرضها،
والمنهوبة ثرواتها، كما أبرزت هذه القراءة غياب العدالة لدى المجتمع
الدولي الذي يكيل لا أقول بمكيالين؛ لكن قد يكون بثلاثة أو أربعة أو أكثر
من ذلك.


وصفوة القول وخلاصته: إن دراسة الداعية للواقع المحلي والإقليمي والدولي دراسة عميقة تمكنه من:

• التعرف على عوامل قوته بكل أشكالها.

• عوامل ضعفه بكل أحوالها.

• التعرف على حجم التحديات والمخاطر التي تحيط به من الداخل والخارج.

• استثمار الفرص المتاحة السانحة.

• تحديد مجالات النجاح ومجالات الإخفاق، من خلال الاستفادة من النقاط السابقة.

إن
هذه القراءات المتعددة تعين الداعية في أداء رسالته، وتسانده في إنجاز
مهمته، والقيام بالأدوار المرجوة منه نحو نفسه، ومجتمعه وأمته، بل
والإنسانية جمعاء ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)﴾
(الأنبياء)، والعالم كما يراه الإمام البنا كله حائر يضطرب، وكل ما فيه من
النظم قد عجز عن علاجه ولا دواء له إلا الإسلام، فتقدموا باسم الله
لإنقاذه، فالجميع في انتظار المنقذ، ولن يكون المنقذ إلا رسالة الإسلام
التي تحملون مشعلها وتبشرون بها.


وقبل كل هذه القراءات وبعدها؛ حسن الصلة بالله تعالى، وإخلاص الوجه له ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)﴾ (الأنعام)، فمنه تعالى يُـستمد المدد والرعاية ﴿إِنْ
يَنْصُرْكُمْ اللهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا
الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلْ
الْمُؤْمِنُونَ (160)﴾
(آل عمران)، ومنه تعالى يُـستجلب التوفيق والهداية ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)﴾ (العنكبوت)‏، ومنه تعالى يُستخرج النصر والتمكين ﴿وَعَدَ
اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ
وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا
يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ
الْفَاسِقُونَ (55)﴾
(النور)، ومنه تعالى يُرتجى الأجر والثواب في الآخرة مع النبيين والصدّقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا ﴿لَكِنْ
الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَمَا عِنْدَ
اللهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ (198)﴾
(آل عمران) ونعم أجر العاملين،


والحمد لله رب العالمين.

أسد الاسلام
أسد الاسلام
المدير العام
المدير العام

الجنسية : التكوين الثقافي للداعية  Male_e10
عدد المساهمات : 291
النقاط : 1000006962
تاريخ التسجيل : 04/04/2010
العمر : 34
الموقع : منتدي الشباب الواعي

https://shababwaei.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى