منتدي الشباب الواعي
اهلا بالزائر الكريم في احلي منتدي منتدي الشباب الواعي
من قول الله تعالي " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ "
رجاء من احبائنا الزوار التسجيل والعون علي الطاعة وتقديم الخير بما ينفع شبابنا واخواننا في هذا الزمن العصيب
وجزاكم الله خيرا
ادارة المنتدي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي الشباب الواعي
اهلا بالزائر الكريم في احلي منتدي منتدي الشباب الواعي
من قول الله تعالي " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ "
رجاء من احبائنا الزوار التسجيل والعون علي الطاعة وتقديم الخير بما ينفع شبابنا واخواننا في هذا الزمن العصيب
وجزاكم الله خيرا
ادارة المنتدي
منتدي الشباب الواعي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الوفاء:

اذهب الى الأسفل

الوفاء:  Empty الوفاء:

مُساهمة من طرف أسد الاسلام الأحد أغسطس 15, 2010 7:44 pm


الوفاء:




مقدمة عن الوفاء:


الوفاء هو شعبة من شعب الإيمان، وكان النبي صلى الله عليه
وسلم، سيد الأوفياء وقد ذكر القرآن الكريم أهل الوفاء بقوله:
( والموفون
بعهدهم إذا عاهدوا
(وذكر
الوفاء بقوله:
)يا
أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود
( وقال أيضاً : ) وأوفوا
بعهد الله إذا عاهدتم )
)والموفون بعهد الله إذا عاهدوا { وهي وصايا من القرآن الكريم تندرج في
درس الوفاء الذي يحتاجه المسلم في كل حين، وقد ذكر المولى سبحانه وتعالى وجوب
الوفاء لأهل الفضل وقال:
(ولا تنسوا الفضل بينكم (وإن
من نعمة الله عليك أن خلق الفضل ونسبه إليك، فالفضل لله أولاً والفضل لله آخراً،
والفضل لله بين ذلك، ولكن الله عز وجل أحب للمؤمن أن ينسب الوفاء إلى أهله، ((ومن
أسدى إليكم معروفاً فكافؤه، فإن لم تستطيعوا فاشكروه، فإن لم تستطيعوا فاذكروه،
فمن ذكره فقد شكره، ومن نكره فقد كفره)). والإيمان والوفاء خلقان متلازمان .









إن الوفاء
خلق كريم دعا إليه الإسلام ومقياس التفاضل
بين الأفراد به يعرف الطيب فهو ميزان المروءة من الخبيث ، والكريم من اللئيم ،
والشريف من الوضيع 0


تعريف
الوفاء
:


هو
التزام الإنسان بما عاهد عليه الناس ، التزاما مقترنا بالحب والشكر والثناء



وقد
أمر القرءان الكريم بحسن الوفاء بالعهد قال
تعالى0


(وافوا بالعهد إن العهد كان
مسؤولا)


ويشترط
للوفاء بالعهد أن يكون العهد متعلقا بالحق والخير وإلا فلاعهد على الباطل أو الشر








[b]مكانة الوفاء في الإسلام:



إن للوفاء مكانة عظيمة في السلام تتجلى فيما يلي


1-إن الوفاء صفة من
صفات الخالق فليس هناك أوفى ولا أصدق في إنجاز وعده من الله جل جلاله قال تعالى:



(ومن أوفى بعهده من الله) .

2-إن الوفاء صفة من صفات الرسل عليهم السلام قال تعالى في مدح
سيدنا إبراهيم (وإبراهيم الذي وفى )




3- الوفاء صفة من صفات المؤمنين : قال تعالى Sadيوفون بالنذر ) .




درجات الوفاء:


أولا العهد مع الله عز و جل :


ويكون الوفاء بعهد
الله عز و جل بالإيمان به وإتباع أوامره واجتناب نواهيه والثبات على شرعه



ثانيا العهد مع النبي صلى الله عليه وسلم:


ويكون الوفاء بالعهد مع النبي صلى الله عليه وسلم بإتباع سنته
والإقتداء بأخلاقه والإكثار من الصلاة والسلام عليه



ثالثا: العهد مع الوالدين:


ويكون الوفاء بالعهد مع
الوالدين بطاعتهما والإحسان إليهما والاعتراف بجميلهما والجد والاجتهاد في سبيل
تحقيق آمالهما فيه قال صلى الله عليه وسلم :"من لم يشكر الناس لم يشكر الله
" الترمذي



رابعا : العهد مع الناس :


ويكون الوفاء بالعهد
مع الناس من خلال :



-
الحفاظ على أماناتهم و أسرارهم وأموالهم
،وأداء ديونهم ،ثم التحلي بالأمانة في البيع والشراء والكيل والوزن .



-
قال صلى الله عليه وسلم :".. ومن صنع إليكم معروفا ً فكافئوه فإن
لم تجدوا فادعوا له حتى تروا أنكم



قد كافأتموه " . رواه أبو داود











ثمرات الوفاء
:






إن للوفاء ثمرات عظيمة
منها :



·
اتساع أعمال الخير و
البر.



·
انتشار المودات و
استدامة الصداقات .



·
استئصال الفوضى و غرس
بذور الثقة بين الناس .



·
سيادة الأمن و الاستقرار
النفسي بين الناس.















* وفاء النبي محمد صلى الله عيه وسلم *


وسيد الأوفياء هو المصطفى صلى الله عليه وسلم، وحياته كلها
حياة وفاء، وفاؤه عليه الصلاة والسلام درسٌ تتعلم منه الأجيال، ويمكنك أن
تقرأ وفاؤه في كل سطر من سطور السيرة العظيمة،



-وفاؤه الأعظم لله عز وجل، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، وقل ربي زدني علماً، كان
وفاؤه الأول لله سبحانه، وكان دعاؤه : قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يومٍ عظيم، قل
إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي، فكان يخبر أن لا فرق بينه وبين أحدٍ من الناس إلا
بما أنعم الله عليه من فضل، والفضل هنا هو نعمة النبوة.



- وفاؤه صلى الله عليه وسلم لأهل الفضل: كان يتصل بعباد الله أيضاً، وكان يحدث أنه لم يشكر الله من
لم يشكر الناس، ولذلك فأنت تراه صلى الله عليه وسلم في دروس وفائه كان يتعقب كل من
سبقه من العظماء والحكماء، أنبياء وشهداء وصالحين وحكماء وشعراء وفلاسفة، فكان
يذكرهم بما فيهم من خير،



- وفاؤه بأبيه إبراهيم عليه السلام: إنه ما إن حدث باسم
جده إبراهيم حتى تغرغر عيناه بالدمع، لقد كان يعلم أن إبراهيم أول من ضرب بحجر في
البيت الحرام ليبني بذلك هذا البيت الحرام، لذلك أشركه في صلاته ودعائه وضراعته،
اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك
حميد مجيد، قل إنني هداني ربي إلى صراطٍ مستقيم، ديناً قيماً ملة إبراهيم حنيفاً
وما كان من المشركين، لقد كان وفاؤه لإبراهيم عليه السلام يجعله يذكره في كل حين،
وحين أمره الله أن يترك قبلة إبراهيم ويتوجه إلى بيت المقدس استجاب لأمر ربه ولكنه
مع ذلك كان يصلي جنوب الكعبة ليستقبل قبلة أبيه إبراهيم وقبلة بيت المقدس التي أمر
بها الله عز وجل.



ومات بين كفاحه ونضاله وجهاده لم يشأ أن يعرف بنفسه يوماً أكثر
من أنه غصن في شجرة إبراهيم وحين رزق بغلامه الذي وافاه على هرم وكلّ، وكان
قد جاوز الستين من العمر، نظر في عيني ولده إبراهيم يتلألأ البدر في قسماته، وهناك
تخير له اسم وفاء ومحبة، فسماه إبراهيم وفاءً لأول رجل زرع الإيمان في أرض العرب.



- وفاؤه لعيسى ابن مريم، كان يقول : (( أنا وعيسى ابن مريم كفرسي رهان، أنا أولى
الناس بعيسى ابن مريم، ليس بيني وبينه نبي )) وكان يتحدث عن عيسى ابن مريم كما
علمه الله عز وجل وأفرده بالمحبة وخصائص المسيح عليه السلام، من أنه من روح الله
وكلمة الله وأنه العائد بعد الرفع، وأنه الناطق في المهد، فكان صلى الله عليه وسلم
يعلمنا الوفاء في كل شيء.



- وفاؤه للأنبياء السابقين :حين أنجز بنيان رسالته لم يتحدث عن رسالة أنشأها دون استنارة
بمن سبقوه وإنما كان يذكر جهاد الأنبياء من قبله ويقول: (( مثلي ومثل النبيين من
قبلي كمثل رجلٍ بنى داراً، فأحسنها وأكملها وأجملها إلا موضع لبنة فكان الناس إذا
جازوا بتلك الدار يقولون ما أحسن هذه الدار لولا موضع اللبنة فكنت أنا تلك اللبنة،
وأنا خاتم النبيين وأنا رسول الله)) صلى الله عليه وسلم من نبيٍ وفيٍ حبيبٍ قريب،
وجعل من أركان الإيمان برسالته أن تؤمن بكل الأنبياء، يا له من درس وفاء عندما سمع
بعض أصحابه يفضلونه على بعض الرسل وقف فيهم خطيباً وقال: لا تخيروني على يونس بن
متى، لا تخيروني على موسى بن عمران، فإني أفيق يوم أفيق يوم الصور فأجد موسى
باطشاً بين يدي ربه – أي ساجداً بين يدي ربه – لقد كان حريصاً أن يقرأ المسلمون
درس الوفاء، أن يدركوا أن هذه الرسالة إنما هي جهد جماعي قام به الأنبياء من قبل،
وإنما أسس رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى هديهم ونورهم.



-
وفاؤه صلى الله عليه وسلم بمن سبقه من أهل الحكمة من غير الأنبياء
، لقد جلس يوماً يحدث أصحابه عن قس بن ساعدة الإيادي وكان إذا
تحدث كأنما يفترّ عن درٍ نظيم صلى الله عليه وسلم وقال لأصحابه: أيكم يذكر قس بن
ساعدة الإيادي؟ - وقس هذا كان رجلاً حكيماً خطيباً من خطباء العرب، وكان أفصح
العرب وهو أول من توكأ على عصا في خطبته، وأول من قال: أما بعد- قال رسول الله إني
لأذكر قس بن ساعدة لقد أفدت منه إذا كان يقف في الموسم فيحدث الناس من يذكر منكم
حديث قس بن ساعدة الإيادي، فجعل رسول الله يروي لهم من خطبه : يا أيها الناس
اجتمعوا وعوا واسمعوا وعوا، وإذا وعيتم فانتفعوا من عاش مات ومن مات فات وكل ما هو
آتٍ آت، يا بني إياد إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا، مهادٌ موضوع، وسقف
مرفوع، وبحارٌ تموج، وتجارة تروج، وليلٌ داج، وسماءٌ ذات أبراج، أقسم قس قسماً
حقاً لأن كان في الأرض رضا ليكونن بعده سخط، وإن لله ديناً قد آن أوانه هو أحب
إليه من دينكم الذي أنتم عليه، يا بني إياد، مالي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون، يا
بني إياد أين الآباء والأجداد.



وسفانة بنت حاتم الطائي وقعت في الأسر، وقعت أسيرة في بعض
غزوات النبي صلى الله عليه وسلم فلم تتردد ومشت حتى قامت بين يديه، وقالت يا محمد،
أنا السفانة بنت حاتم الطائي إني بنت سيد قومي وإن أبي كان يحمي الذمار، ويفك
العاني، ويشبع الجائع، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، لم يرد طالب حاجة قط، أنا بنت
حاتم الطائي، نظر النبي صلى الله عليه وسلم وكان أوفى الناس بالذمم وقال : يا
سفانة، هذه صفة المؤمنين خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، وأطلقها رسول
الله صلى الله عليه وسلم وفاءً ليد أبيها البيضاء، ليس على النبي صلى الله عليه
وسلم إذ لم يره ولم يدركه، وإنما على سواد الناس على غبراء الناس، فعلمهم رسول
الله خلق الوفاء، قال أبو بردة بن نيار للنبي صلى الله عليه وسلم لما أطلق سفانة:
يا رسول الله، أو يحب ربنا مكارم الأخلاق قال: ويحك والذي نفس محمدٍ بيده لا يدخل
الجنة إلا حسن الأخلاق.



إنها إذاً أخلاق النبوة ينبغي أن تنسحب إلى حياة كل مسلم، وأن
نتعلم منها خلق النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم في رعاية الوفاء، هذا وفاؤه لمن
لم يروه ولم ينصروه ولم يجاهدوا معه، فكيف كان وفاؤه لمن نصروه وآمنوا به وجاهدوا
معه!



- وفاؤه بالأنصار الذين كانوا من حوله ينصرونه من الناس والذين جعلوا من مدينتهم حصناً
لا يخترقه أحدٌ إلا على دمائهم فداءً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كانوا كذلك
من حوله عن يمينه وشماله، ومن أمامه ومن ورائه، نصروه ثمانية سنين، وكان صلى الله
عليه وسلم يذكرهم بالخير، وعندما فتح الله له مكة ودانت له العرب وحطم بيده
الأصنام وعادت مكة عاصمة الدين الكبرى في الأرض وقع في نفس الأنصار أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم سيتركهم، ولو تركهم لم يكن مُلاماً لأن من شأنه أن يُنشئ دولة
الإسلام في عاصمة الإسلام في مكة جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهم يمتلئون
بعجينة الحب والحنان، قالوا : يا رسول الله، هل عسيت إن فتح الله بلدك، ورأيت أهلك
وقومك، وأنست بالحجر والمقام، وزمزم والحطيم، والصفا والمروة، أن تخلينا وتقيم في
مكة، لقد وقع في نفوس الأنصار أن جوارهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بلغ
نهايته، أما المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي كانت عيناه آنئذ تغرغر بالدمع قال :
كلا يا معشر الأنصار المحيا محياكم، والممات مماتكم يا معشر الأنصار، اللهم اغفر
للأنصار، اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار، قال الأنصار:
فمازالت تلك البركة في أبنائنا يعصمهم الله ببركة دعاء سيدنا محمد صلى الله عليه
وسلم.



هذا وفاؤه بالأنصار وركب بعيره، ومع أن فؤاده يتعلق بالبيت
الحرام، ولكنه ركب بعيره واختار أن يعود آيباً إلى المدينة إلى القوم الذين نصروه
)والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم
ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق
شح نفسه فأولئك هم المفلحون
).


- وفاؤه صلى الله عليه وسلم بأهل بيته: كان أعظم وأعظم، وأبر وأحلم، وأينا لا ينتشي فرحاً وطرباً بعد
ألف وأربعمائة عام عندما يطل عليه وجه من أهل بيت محمد صلى الله عليه وسلم لقد خلد
أسماءهم في ضمير التاريخ أهل بيت النبوة يذكرهم الناس بالحب والإحسان والخير وفاءً
وحبا، حليمة السعدية، امرأة أرضعت رسول الله بعض قطرات من ثدي صدرها ثم مضى الزمان
وتداولت الأيام وعاشت أجيال وماتت أجيال، رسول الله صلى الله عليه وسلم تحولت حاله
فأصبح رسول الله، من محمد الطفل الرضيع في حجر حليمة إلى محمد النبي العظيم الذي
ترتجي الدنيا من شأنه وسلطانه، والذي يلتمس الثقلان شفاعته بين يدي الله عز وجل،
خاض في آخر حياته غزوة حنين، وكانت غزوة قاسيةً شديدة، غدر فيها بالنبي صلى الله
عليه وسلم ثلاثون ألفاً من هوازن وغطفان طاردهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
وقعوا بين يديه واجتمع بين يديه من الغنائم كما لم يجتمع في تاريخ النبوة، وعندما
اجتمعت بين يديه غنائم حنين، يحدث أبي الطفيل يروي عنه عبد الله بن عباس قال: كنت
صغيراً يوم قسم رسول الله غنائم حنين في الجعرانة فجاءت امرأة عجوز تتوكأ على عصا
محدودبة الظهر، فمشت إلى رسول الله، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم وثب
من مجلسه وقام يعانقها ثم بسط لها رداءه وأجلسها فجعلت تأمره وتنهاه، وكلما أمرته
بشيء قال : لبيك يا أماه، لبيك يا أماه، قال أبو الطفيل: قلت لأبي من هذه المرأة
التي تأمر رسول الله وتنهاه ؟ قال نعم، إنها حليمة، حليمة بنت أبي ذؤيب، حليمة
السعدية، أرضعت رسول الله قبل ستين عاماً، فلا يزال يذكر رضاعتها عليها رضوان
الله.



ثم جاء رجلٌ عجوز يزيد حليمة سناً ووهناً فوثب رسول الله
فأكرمه وأجلسه عن يمينه، وهو أبو ذؤيب ظئر رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج حليمة
السعدية ثم جاءت أخته من الرضاعة الشيماء بنت بقيلة، فقالت: أنا أختك يا محمد
وأمارة ذلك، عضة عضضتنيها في عضدي وأنت صغير، وكشفت فرأى رسول الله وذكره، وجعل
يبسط أثوابه ليجلس إليها إخوته من الرضاعة وأمه وأباه، وعلى رغم ما كان بين يديه
من غنائم حنين قام خطيب هوازن زهير بن صرد – وهو ابن عم حليمة – فقال : يا رسول
الله، إنما في هذه الحظائر – أي في هذه السبايا - وفي هذه الغنائم التي
ملكتها، يا رسول الله، يا محمد، إنما في الحظائر أمهاتك وخالاتك وحواضنك فامنن
عليها منّ الله عليك، وقال : يا رسول الله:



امنن على نسوة قد كنت ترضعها – أي ترضع منها-
إذ فوك يملأه من محضها درر



امنن على نسوة قد كنت
ترضعها
وإذ يزينـك ما تأتي وما تذر



فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل هوازن كلها فداءً
ووفاءً لأمه حليمة السعدية، ودامت أفضاله عليهم في حياته قبل موته، وكان ذلك سبب
إعتاقهم جميعاً.



وفاؤه مع زوجاته الطاهرات إنه درسٌ آخر في الوفاء، الوفاء الذي لم تُنسه الدنيا، ظل
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمه حتى أصبح على أبواب الدار الآخرة، ووفاؤه صلى
الله عليه وسلم مشهود كبير وبوسعي هنا أن أذكر من وفائه، ،
وخاصة مع السيدة الطاهرة عائشة، فكلكم يعلم أن زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم كنَّ
أرامل ثيبات أو مطلقات، كن جميعاً ثيبات، ولكن واحدة منهن هي عائشة كانت قد وهبت
شبابها وجمالها لرسول الله، وكان صلى الله عليه وسلم عندما اشتد به المرض وعندما
أوشك أن يفارق الدنيا كان يقلب بصره في زوجاته الطاهرات، فيوصي بهن وقال لأصحابه:
إن أقربكم مني مجلساً أحسنكم رعاية لعيالي من بعدي، فكان عبد الرحمن بن عوف لا
يرضى لأحد أن ينافسه في ذلك، وكان ينفق لكل واحدة من زوجات رسول الله بعد موته
نفقة سنة في كل شهر، وذلك لما يغشاهن من الضيفان، رسول الله كان يقلب بصره في
زوجاته، وفاؤه لأبيه إبراهيم، ووفاؤه لزوجاته، ووفاؤه لأهل بيته، ووفاؤه لمرضعته،
ووفاؤه لأمه، دروس ينبغي أن يتعلمها المسلم في كل حين، كان يقلب بصره فيؤلمه حال
عائشة، لقد علم أن نساءه جميعاً جربن حظوظهن من قبل، ولكن عائشة التي أوت إلى بيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي في ميعة الصبا، واختارت أن تكون يميناً للمصطفى
صلى الله عليه وسلم، وكرست حياتها لخدمة رسول الله، وها هو اليوم على وشك أن
يفارقها، وهي بنت ثمانية عشر ربيعاً، إنها تلتهب بكل ما تلتهب به النساء في سن
الفتوة والشباب، وهي بنت الذكاء والفصاحة والحسب والنسب، لقد كان يؤلمه حال عائشة
ويعلم أنها من بعده لن تجد زوجاً أو قريناً، لقد حرم الله ذلك عليهن،( وما كان لكم
أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً إن ذلكم كان عند الله
عظيماً
)ولو أذن للناس فأين يمكن أن تجد زوجات
رسول الله رجلاً كمحمد صلى الله عليه وسلم ولذلك فإنه عليه الصلاة والسلام كان
وفياً بعائشة وكان يأوي إليها في آخر أيامه، وكان يسأل : أين أنا اليوم؟ استعجالاً
لليلة عائشة، وكانت نساؤه يهبن لياليهن من أجل ما يعلمنه من سعادته في بيت عائشة،
فكان يأوي إليها، ثم إنه استأذن نساؤه أن يمرض في بيت عائشة، لقد أراد أن يحبوها
شيئاً يعوضها فراقه، وأي شيء يمكن أن يعوض فراق رسول الله، ولكن تعالوا نقرأ ماذا
منحها رسول الله في ساعاته الأخيرة عندما اشتد به المرض عندما اشتدت به الأسقام
وأيقن أنه ماضٍ إلى لقاء ربه، كان يملك حينئذ أن يمضي إلى لقاء ربه في مكان مهيب،
كان يملك أن يستأذنهم أن ينتقل إلى جوار ربه من جوف الكعبة من عند ماء زمزم من
البقيع من الروضة، من مكان يليق بهيبته وعظمته وخلوده صلى الله عليه وسلم ولكنه
اختار أن يرحل من حضن عائشة، من حجر عائشة (ما مات رسول الله إلا بين سحري ونحري)
ورآها تستاك وهو يشتد عليه المرض فأخذ سواكها واستاك به استياكاً شديدا: اختار أن
يمضي إلى عائشة رضي الله عنها.



وبعد أيها الأحبة، فهذه قطافٌ من حياة رسول الله في وفائه لمن
سبقوه ووفائه لمن عاشروه، ووفائه لمن جاهدوا معه، ووفائه لمن حملوا الرسالة من
بعده، إنه أوفى الناس بالذمم، فهل نحن على عهده أوفياء وهل على سنته من المتبعين،
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ويطبقونه
.
[/b]
أسد الاسلام
أسد الاسلام
المدير العام
المدير العام

الجنسية : الوفاء:  Male_e10
عدد المساهمات : 291
النقاط : 1000006962
تاريخ التسجيل : 04/04/2010
العمر : 34
الموقع : منتدي الشباب الواعي

https://shababwaei.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى