منتدي الشباب الواعي
اهلا بالزائر الكريم في احلي منتدي منتدي الشباب الواعي
من قول الله تعالي " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ "
رجاء من احبائنا الزوار التسجيل والعون علي الطاعة وتقديم الخير بما ينفع شبابنا واخواننا في هذا الزمن العصيب
وجزاكم الله خيرا
ادارة المنتدي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي الشباب الواعي
اهلا بالزائر الكريم في احلي منتدي منتدي الشباب الواعي
من قول الله تعالي " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ "
رجاء من احبائنا الزوار التسجيل والعون علي الطاعة وتقديم الخير بما ينفع شبابنا واخواننا في هذا الزمن العصيب
وجزاكم الله خيرا
ادارة المنتدي
منتدي الشباب الواعي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خمس وسائل لإصلاح النفس

اذهب الى الأسفل

خمس وسائل لإصلاح النفس Empty خمس وسائل لإصلاح النفس

مُساهمة من طرف أسد الاسلام الأربعاء أبريل 07, 2010 2:20 am

خمس وسائل قوية لإصلاح النفس
10/4/2




اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي



كتب - محرر شرقاوي


1- المكاشفة:
معنى المكاشفة: أن يكاشف الإنسان نفسه، ويكون صريحًا معها، فيحدد الداء والمرض والعلة التي يعاني منها في إيمانه، أو معاملاته، أو أخلاقه، وكذلك يكاشف نفسه في جوارحه الخاصة مثل اللسان، والعين، والأذن، والبطن، والفرج، والعقل، هل هذه الجوارح على استقامة أم أن لديَّ بعض العيوب التي تحتاج إلى وقفة سرعة في التخلص منها، قال تعالى: ﴿بَلْ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15)﴾ (القيامة)?!

فالإنسان العاقل هو الذي يكاشف نفسه بحقيقة نفسه، وفي الحديث: "الكيس مَن دان نفسه وعَمِلَ لما بعد الموت، والجاهل من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني" (1).

لقد وضع الله في داخل الإنسان ميزان الفطرة حتى يكون قيِّمًا على نفسه عندما تلتبس عليه الأمور، وفى الحديث عن وابض بن معبد- رضي الله عنه- قال: أتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "جئت تسأل عن البر؟" قلت نعم، قال: "استفتِ قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس، وتردَّد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك" (2).

وفي صحيح مسلم: قصة حنظلة الشهيرة حينما اتهم نفسه بالنفاق؛ لأنه شعر بتغيير في مستوى إيمانه حينما يكون مع الرسول، وضعف مستوى الإيمان حينما يكون مع أهله، فقال صلى الله عليه وسلم: "ما نافق حنظلة وإنما هي ساعة وساعة، ولو دمتم على هذه الحالة لصافحتكم الملائكة على الفرش" (3).

المطلوب من المسلم إذا أراد إصلاح نفسه أن يكون صريحًا في هذه المكاشفة، وأن يمسك ورقة وقلمًا، ويدون عيوبه بدقة ووضوح؛ حيث إن تحديد العلة نصف الطريق للإصلاح.

1- هل كاشف الفرد منا نفسه في لسانه، وموقفه من الغيبة والنميمة؟

2- هل كاشف الفرد منا نفسه في عينه، وسألها عن النظرات المحرمة التي تقع فيها كل يوم؟

3- هل كاشف الفرد منا نفسه في أذنه وسألها عن التنصُّت أو التجسس على خصوصيات الآخرين؟

4- هل كاشف الفرد منا نفسه في بطنه وسألها عن مصدر غذائها، هل هو من الحلال أو الحرام أو الشبهات؟

5- هل كاشف الفرد منا نفسه في فرجه وسأله أي الوسائل يقضي وطره؛ في الحلال المشروع أم في غيره؟

6- هل كاشف الفرد منا نفسه عن عقله في أي القضايا يفكر هل يفكر في العمل والبناء والإصلاح أم يفكر في الهدم والتخريب والإفساد بين الناس؟

2- المعاهدة:
معناها: أن يضع المسلم عهدًا بينه وبين الله تعالى ألا يقع في ذنب أو معصية صغيرة أو كبيرة وأن يعاهد الله تعالى على إصلاح عيوبه وآفاته؛ حتى يكون مسلمًا في أحسن صورة يحبها الله تعالى ورسوله، قال تعالى: ﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً﴾ (الإسراء: من الآية 34)، وقال تعالى: ﴿وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (الفتح: من الآية 6)، فكلما يضعف المسلم أمام رغبات النفس وشهواتها تذكر هذا العهد الذي بينه وبين الله تعالى فيحفظ لنفسه كرامتها.

إن المسلم إذا خان العهد مع الله أو مع الناس كان على خطر عظيم؛ حيث يعيش في ثلث نفاق، وفي الحديث: "علامة المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان" (4).

وفي النهاية، إن طريق إصلاح النفس هو طريق صعب؛ فهو لونٌ من الجهاد الذي يحتاج إلى صبر ومصابرة لكن حينما ينتصر الإنسان على نفسه يشعر بسعادة داخلية؛ لأنه استطاع أن يكون سيدًا لا عبدًا، وأن يتحكَّم في غرائزه، وليست هي التي تتحكَّم فيه، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)﴾ (آل عمران).

3- المراقبة:
معنى المراقبة: أن يستشعر المسلم مراقبة الله تعالى، وأنه مطَّلع عليه في جميع أمور حياته، بالليل والنهار، في السر والعلانية، في الحضر والسفر، مع الناس ومن وراء الناس.. قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ (النساء: من الآية 1)، وقال صلى الله عليه وسلم: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" (5).

وقال الشاعر:

إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا تقل خلوت ولكن قل عليَّ رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما تخفيه عنه يغيب

فائدة المراقبة:
1- أنها تجعل العبد يستحيي من الله تعالى فلا يقع في ذنب أو معصية.

2- أنها تكسب المسلم قوة الإيمان؛ حيث يراقب اللهَ الخالقَ ولا يراقب البشر المخلوقين.

3- أنها تُثمر الطمأنينة والسكينة النفسية والسعادة الحقيقية؛ حيث إن المسلم يكون ظاهره كباطنه فلا يشعر بالتناقض الداخلي أو انفصام الشخصية.

أنواع المراقبة:
1- رقابة الله: إن نصوص القرآن والسنة تربي المسلم دائمًا وأبدًا على استشعار مراقبة الله تعالى في كل أعماله الدينية والدنيوية فيستشعر معية الله تعالى في كل أحواله، قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7)﴾ (المجادلة)، وقال تعالى: ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19)﴾ (غافر)، فالله يراقب ظاهر العبد وباطنه سره وعلانيته حتى ما تخفيه الصدور والعقول والنوايا من أفكار لم تخرج إلى الوجود بعد يعلمها الله تعالى.

2- رقابة الملائكة: فهي تراقب العبد وتسجِّل عليه أعماله وكلماته؛ فهي تلازمه في كل مكان يمشي إليه، ومن ثم يجب عليه أن يستحيي منها فلا يقع في مخالفة شرعية قال تعالى: ﴿ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)﴾ (ق)، وقال تعالى: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)﴾ (الانفطار).

3- رقابة الجوارح: جوارح الإنسان تشهد عليه مثل أذنه وعينه ولسانه ويده ورجله قال تعالى: ﴿إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21)﴾ (فصلت)، وقال تعالى: ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65)﴾ (يس).

4- رقابة الأرض: وهناك رقابة من الأرض على الناس جميعًا، فهى تشهد على كل إنسان بما عمل من خير أو شر قال تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6)﴾ (الزلزلة)، وفي الحديث: "أتدرون ما أخبارها؟ أن تشهد على كل عبد وأمة تقول فعل كذا يوم كذا" (6).

نماذج من مراقبة الصالحين:
كان ابن عمر يسير في طريق وانحدر من الجبل فوجد عبدًا يرعى الغنم فقال له مختبرًا: بعني شاة منها؟ فقال: إني مملوك فقال: قل لسيدك إن الذئب أكلها، قال فأين الله؟، فاشتراه ابن عمر وأعتقه، وقال: لقد اعتقتك هذه الكلمة في الدنيا، وأرجو من الله أن يعتقك بها في الآخرة.

في خلافة سيدنا عمر خرج يتعسس الرعية فسمع أمًّا تقول لابنتها: قومي إلى اللبن فاخلطيه بالماء فقالت الفتاه: إن أمير المؤمنين نهى عن ذلك، فقالت الأم: إن أميرَ المؤمنين لا يرانا، قالت الفتاه: لكنَّ الله يرانا، فأُعجب بها أمير المؤمنين، وزوجَّها لأحد أبنائه، وكان من نسلها الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز.

ذهب أبو هريرة- رضي الله عنه- إلى السوق فوجد بائعًا خلط اللبن بالماء فقال له: ماذا تقول لربك يوم القيامة إذا قال لك افصل اللبن من الماء؟ فبكى الرجل وقال لن أعود إليها مرةً ثانية.

لقد استخدم أبو هريرة أحسن وسيلة على الإطلاق في علاج المخطئين فلم يضربه ولم يسجنه ولم يغرمه مالاً، وإنما أحيا فيه المراقبة الذاتية لله، التي من شأنها أن تصلح حال الفرد والمجتمع.

4-المجاهدة:
المجاهدة معناها: مخالفة هوى النفس في شهواتها؛ حيث تميل إلى الراحة، والدعة، والكسل، والنوم، وما لذَّ وطاب من الطعام والشراب، وحب التملك، والتعلق بالدنيا وزينتها.

وتأتي المجاهدة هنا بقطع النفس عن مألوف العادات، فيعطيها الضروريات المهمة، ويقودها إلى أوامر الله وطاعته، ولا يسمح لها أن تجذبه إلى الوراء.. قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)﴾ وقال تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)﴾ (النازعات).

ومجاهدة النفس أمر صعب؛ حيث إنه يحتاج إلى فطام، وقمع عن الشهوات، وهذا أمر ثقيل على النفس، يحتاج إلى صبر ومصابرة، وجهاد واجتهاد.

وقال البوصيري:

والنفس كالطفل إن تهمله شبَّ على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
والنفس راغبة إذا رغبتها والنفس من شرها في مرتع وخم
وقال البوصيري أيضًا:

وخالف النفس والشيطان واعصهما وإن هما محضاك النصح فاتهم
ولا تطع منهما خصمًا ولا حكمًا فأنت تعرف كيد الخصم والحكم

فمخالفة رغبات النفس جهاد كبير؛ لأنه عدو داخلي، لا يفطن إليه كثير من الناس، وهي عدو جاهل أخطر من العدو العاقل.

والطريق إلى النار مليء بالشهوات، والطريق إلى الجنة مليء بالمكاره، وهذا يعني أن طريق النار سهل؛ لأنه هبوط إلى أسفل، وطريق الجنة صعب؛ لأنه صعود إلى أعلى، وفي الحديث: "حفت النار بالشهوات، وحفت الجنة بالمكاره" (7)، وفي الحديث أيضًا: "الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك" (Cool.

1- من صور المجاهدة الاستفادة من نعمة الوقت والصحة، فهما رأس مال الإنسان، فإذا أضاع صحته ووقته فيما لا ينفعه في دينه ودنياه، فماذا بقي له من عمره، حتى يلقى الله به.. وفي الحديث: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ" (9)، وفي الحديث أيضًا: "خيركم مَن طال عمره وحسن عمله" (10)، فخير الناس مَن استفاد بوقته وصحته، في طاعة الله وعبادته، فيحظى بسعادة الدنيا والآخرة.

2- ومن صور المجاهدة: أن يكون المسلم قويَّ الإيمان والبدن، فالقوة تجعل المسلم يحقق هدفه وغايته من الحياة، وفي الحديث: "المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلِّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز"، يقول ابن المبارك: "إن الصالحين كانت أنفسهم تواتيهم على الخير عفوًا، وإن أنفسنا لا تواتينا إلا كرهًا" (11).

3- التحكم في الجوارح والأعضاء: ليس كل ما تتطلبه جوارح الإنسان أو غرائزه من شهوات يجب تحقيقه، بل يجب عليه أن يبحث عن طريق الحلال مع عدم الإسراف؛ حتى لا يكون المسلم عبدًا لشهواته وغرائزه.

ومن ثَمَّ تكون المجاهدة في التحكم في العين والأذن واللسان والبطن والفرج واليد والقدم والعقل والنفس فيستخدم هذه الجوارح في طاعة الله وما يرضيه، وفي الحديث: "الكيس مَن دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والجاهل مَن أتبع نفسه هواها، وتمنَّى على الله الأماني" (12).

4- ومن صور مجاهدة النفس كثرة العبادة، وهذا ربيعة بن كعب الأسلمي خادم رسول الله، قال له النبي- صلى الله عليه وسلم-: "سلني؟" فقال: أسألك مرافقتك في الجنة، فقال: "أو غير ذلك؟"، قلت هو ذاك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود" (13).

قال أبو الدرداء رضي الله عنه: "لولا ثلاث ما أحببتُ العيش يومًا واحدًا: الظمأ لله بالهواجر، أي الصيام في الصيف، والسجود لله في جوف الليل، ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام، كما يُنتقى أطايب الثمر"، فالإنسان يحب الراحة والنوم ليلاً، وكثرة الصلاة بالليل مجاهدة للنفس في مرضاة الله، لكنها تضمن للعبد مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة.

5- المحاسبة:
أهمية المحاسبة: نحن في هذه الأيام في آخر العام، والمحاسبة وسيلة من وسائل التربية الإسلامية لإصلاح النفس وتهذيبها وتقويمها، بها يحصى الإنسان أخطاءه ومعاصيه، ويقف على حال نفسه من الصحة والمرض، فيرشدها إلى طريق الفلاح، ويبعدها عن طريق الهلاك.

معنى المحاسبة: أن يحاسب الإنسان نفسه على جميع حركاته أو سكناته حتى لا تطول فترة الغفلة، أو يتمادى في المعصية، أو يصل إلى قسوة القلب ومرض النفس، ونحن نرى المحاسبة في الأمور المادية الدنيوية، كما يفعل التجار مع شركائهم في آخر اليوم أو الشهر أو العام، ليحصوا المكسب أو الخسارة.

والمسلم الناصح هو الذي يحاسب نفسه في الدنيا، فينظر إلى رأس ماله، وإلى الربح والخسران؛ ليتبين له الزيادة من النقصان، فرأس المال في دينه الفرائض، وربحه النوافل والفضائل وخسرانه المعاصي وموسم التجارة جملة النهار.

كيفية المحاسبة:
على المسلم أن يكون له ساعة في آخر النهار يحاسب فيها نفسه على كل شيء؛ حتى الأمور البسيطة التى يظنها المسلم أمرًا عاديًّا لهي موضع مساءلة إذا ما قصر فيها، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا﴾ (النساء: من الآية 86)، فعلى المسلم أن يطالب نفسه بتصحيح الجواب عن جميع ما تكلم به طول النهار، ويتكلف حساب نفسه في الدنيا قبل أن يتولاه غيره في صعيد يوم القيامة.

المحاسبة أدب قرآني أشار إليها في آيات عديدة منها: قال تعالى: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47)﴾ (الأعراف)، وقال تعالى: ﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمْ اللهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللهُ وَنَسُوهُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)﴾ (المجادلة)، وقال تعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه (Cool﴾ (الزلزلة).

فالمسلم العاقل هو الذي علم وتيقن أن الله تعالى له بالمرصاد، وأنه هو الذي سيناقشه الحساب، وسيطالبه بمثاقيل الذر من الخطرات واللحظات، ولا ينجيه من هذه الأخطار إلا لزوم المحاسبة على الأنفاس والحركات والسكنات.

نماذج من صور سلفنا الصالح في المحاسبة:
1- قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم"، وكان يقول: "لا يكون العبد من المتقين حتى يحاسب نفسه أشدَّ من محاسبة شريكه، والشريكان يتحاسبان بعد العمل"؛ فكان إذا جنَّ الليل يضرب قدمه بالدرة ويقول لنفسه ماذا عملت اليوم؟.

2- كان الأحنف بن قيس- رحمه الله- يجيء إلى المصباح فيضع أصبعه فيه حتى يحس بالنار، ثم يقول لنفسه يا حنيف ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟.

3- وعن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت إنَّ أبا بكر قال لها عند الموت: "ما أحد من الناس أحب إليَّ من عمر، ثم قال لها: كيف قلت؟ فأعادت عليه ما قال، فقال لا أحد أعزَّ عليَّ من عمر، لقد تدبَّر الكلمة بعد الفراغ منها فأبدلها بكلمةٍ غيرها.

4- وهذا أبو طلحة شغله الحائط في صلاته، فتدبر ذلك فجعل حائطه صدقة لله تعالى ندمًا ورجاءً للعوض مما فاته، وهل يفعل ذلك إلا مَن حاسب نفسه على النقير والقطمير؟!".

5- قال الحسن البصري: "المؤمن قوَّام على نفسه يحاسبها لله وإنما خف الحساب على قومٍ حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة".

6- قيل كان ابن الصمة محاسبًا لنفسه، فحسب يومًا هو ابن ستين سنة، فحسب أيامها هي إحدى وعشرون ألف يوم وخمسمائة يوم، (21500) يوم فصرخ وقال: يا وليتنا! ألقى الملك يإحدى وعشرين ألف ذنب وخمسمائة ذنب؟!! كيف وفي كل يوم عشرة آلاف ذنب!! ثم خرَّ مغشيًّا عليه فإذا هو ميت، فسمعوا قائلاً يقول: يا لها من ركضةٍ إلى الفردوس الأعلى!!.

فإن الإنسان لو رمى بكل معصية حجرًا في داره لامتلأت داره في مدةٍ يسيرة، ولكنه يتساهل في حفظ المعاصي وهي مثبتة عليه والله تعالى يقول: ﴿أَحْصَاهُ اللهُ وَنَسُوهُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ (المجادلة: من الآية 6).

نسأل الله تعالى أن يعيننا على إصلاح نفوسنا، وأن يخفف عنا الحساب يوم القيامة.
أسد الاسلام
أسد الاسلام
المدير العام
المدير العام

الجنسية : خمس وسائل لإصلاح النفس Male_e10
عدد المساهمات : 291
النقاط : 1000006962
تاريخ التسجيل : 04/04/2010
العمر : 34
الموقع : منتدي الشباب الواعي

https://shababwaei.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى