وثيقة تكشف عن التعاون بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل

من طرف **أسد الاسلام** الأحد أبريل 18, 2010 10:12 am

كشفت
وثيقة رسمية "إسرائيلية" عن قيام قوات الاحتلال وقوات الأمن التابعة
للسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس بالتنسيق في 1297 عملية أمنية شهدتها
الضفة الغربية خلال العام الماضي، بزيادة بلغت 72% عن العام الذي سبقه،
وكان غالبها موجه ضد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ونشطاء المقاومة.

وقالت
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إنها حصلت على نص الوثيقة التي وزعتها
الحكومة "الإسرائيلية" على المشاركين في اجتماع لجنة تنسيق مساعدات الدول
المانحة الذي عقد قيل عدة أيام في مدريد، والتي تكشف عن تفاصيل التعاون
الأمني بين الجانبين الفلسطيني و"الإسرائيلي" والتي عادة لا يفضل كلا
الجانبين الحديث عنها علنًا.

اجتماعات مشتركة

وأشارت
استنادًا إلى تلك الوثيقة، إلى أن "هناك زيادة كبيرة جدًا في عدد
الاجتماعات بين الجانبين بما في ذلك اجتماعات دورية يحضرها مسئولون رفيعو
المستوى"، واُعتبرت هذه الاجتماعات أنها "تساعد في بناء الثقة" بين قادة
الأمن الإسرائيلي والفلسطيني وتعزز "التعاون الثنائي" في هذا المجال، وقد تم عقد ندوات مشتركة بين الشرطة الفلسطينية و"الإسرائيلية" في عدد من المجالات المتعلقة بفرض القانون

وأشادت الوثيقة بأداء أجهزة الأمن الفلسطينية في مكافحة ما وصفته بـ "الإرهاب"،
لكنها قالت إنه "يتوجب القيام بالمزيد"، خاصة تجاه "حماس" بعد أن نجحت في
إعادة بناء بنيتها التحتية العسكرية والمدنية، وأضافت" "يجب تعزيز الجهود
والقيام بخطوات أكثر حزمًا وفاعلية بما في ذلك محاكمة الإرهابيين مصادرة
الأسلحة وغيرها".

معدات وذخيرة

وكشفت
الوثيقة أن الحكومة "الإسرائيلية سمحت "بنقل معدات وذخيرة لقوات الأمن
الوطني الفلسطيني في الضفة الغربية من الخارج"، وأنه "تم إصدار 270 وثيقة
وضع خاص لكبار الضباط في قوات الأمن الوطني الفلسطينية".

وأوضحت أن هناك "زيادة
كبيرة جدًا تم إظهارها في عدد الخطوات التي تم اتخاذها لتسهيل عمليات قوات
الأمن الوطني الفلسطينية بما في ذلك عمليات مستمرة لمدة 24 ساعة على مدى
أيام الأسبوع السبعة في قلقيلية وأريحا وبيت لحم ورام الله وسلفيت كما تم
إقامة آلية لتعزيز التنسيق بين الجانبين، وبفضلها فإن الطلبات ذات
الأولوية يتم التعامل معها الآن في غضون دقائق معدودة".

مساعدة قوات عباس

وأضافت:
"شبكة الأمن الإسرائيلي تحافظ على علاقات وطيدة مع (المنسق الأمني
الأمريكي) الجنرال دايتون وتقوم بكل ما يمكنها من أجل المساعدة في عملية
بناء قدرات أجهزة الأمن الفلسطينية، وتشارك إسرائيل في منتدى متابعة رباعي
أنشئ في ضوء مؤتمر برلين (لبناء أجهزة الأمن الفلسطينية) ويبحث في مواضيع
تتعلق بتطوير القدرات الفلسطينية في مجال الأمن المدني وسيادة القانون
والنظام القضائي".

ومع
ذلك، تابعت قائلة: "للأسف، فإن التهديدات الأمنية ما زالت تتطلب إجراءات
وقائية، إن قدرة النشاط الإرهابي على تقويض التقدم على الأرض تجعل من
الملح لإسرائيل القيام بخطوات لردع ومنع الإرهاب"، على حد تعبيرها.

ورصدت
الوثيقة أنه في العام الماضي تم تنفيذ 646 هجومًا خططت ونفذت من الضفة
الغربية بما أدى إلى قتل خمسة "إسرائيليين"، ثلاثة منهم بإطلاق نار واثنين
طعنًا بسكين، وقد تم تنفيذ هذه العمليات تحديدًا من قبل (حماس).

وخلال
الأشهر الأولى من العام الجاري سجَّلت الوثيقة ارتفاعًا مقلقًا في نشاط
المقاومة؛ ففي يناير وفبراير شهرين تم تنفيذ 87 هجومًا من الضفة الغربية
وفي مارس تم تسجيل 89 هجومًا في الضفة الغربية والقدس.

تهديد بوقف التنسيق الأمني
في غضون ذلك، هدد عزام الأحمد رئيس كتلة حركة "فتح" البرلمانية بأن السلطة الفلسطينية ستقطع جميع أشكال العلاقة مع "إسرائيل" في حال تنفيذها قرار إبعاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين عن الضفة الغربية المحتلة بدعوى عدم امتلاكهم تصاريح إقامة.
وأشار
في تصريحات لصحيفة "الشروق" المصرية نشرتها السبت إلى "إمكانية انهيار
التنسيق الأمني بين الجانبين، وربما تتصاعد الأمور أكثر وتنهار السلطة
الفلسطينية وتعم الفوضى والعنف الأراضي الفلسطينية".
وأضاف
أن "تنفيذ القرار سيكون له أبعاد سياسية تتمثل في إعادة احتلال الضفة
وإطلاق اسم يهودا والسامرة عليها، بالإضافة إلى تنصل الإسرائيليين من جميع
الاتفاقيات الموقعة مع السلطة، وعدم رغبتهم في استئناف عملية السلام، ومن
ثم تكريس الوضع الراهن مع استمرار سياسة التطهير العرقي بوتيرة أوسع مما
كان في جنوب أفريقيا".

المصدر: مفكرة الإسلام